في الايام المظلمة التي عاشتها اقلي نتيجة انقطاع الكهرباء بسبب سقوط اعمدة الكهرباء في الوادي ... تبين للعيان ان شعب اقلي لولاية بشار بالجزائر خير كله ... و انا اتكلم بخكم معاينة لا من باب المجاملة و بحكم المعايشة لا من باب قالوا .
عندما تدفق على المدينة كل المركبات و الخافلات و الشاخنات لان الطريق الى مقر الولاية عبر العبادلة تهدم ... فظهر من تضامن الشعب مظاهر جد مؤثرة ..فعند جمع العشاء للزوار عابري السبيل الذين تقطعت بهم السبل كان من اطباق المتضامنين الطبق الحلو و العدس و الللوبياء و الأارز و الكسكس و المرقة و الحريرة ...اي كل ما وجد في تلك الليلة تقاسمه اهل اقلي مع زوار المنطقة ... فبهت الذي كفر
و لازالت العملية تتواصل حتى اليوم السادس من غير كلل و لا تافف ..فالف تحية لشعبنا الغالي
و من مظاهر القوة ايضا قضية الكهرباء ... و الجميع يعرف ان اشكالية الكهرباء عندنا في كيفية ايصال السلك الكهربائي بين ضفتي الوادي الغاضب و المساقة واسعة ....
استنفذت شركة السونلغاز و كهريف و السلطات كل محاولاتهم ليرفعوا ايديهم استسلاما امام الوادي الذي قهر اكبر شركة في الجزائر ليتبين ان مازال امامهم الكثير حتى يطوروه و يتعلموه ...ليرفع الشعب التحدي
بدءا من السباحة و لم يعجز الشباب قطعه لكن المشكل في اصحاب حبل معك و انت تصارع التيار ...
ثم جربوا الرمي بالصنارة ( moulini ) لتخفق التجربة الثانبة ....
جربوا ان يصحبوا حمامة بعصب صياد لكن الحمامة كادت تهلك ...
جبروا الرمي ياليد ...لكن المحاولة كلها تفشل بمجرد ان ترفق الشيء المراد رمية بالحبل او العصب ...
ثم تعود الحروب التقليدية و ذكريات الطفولة ..فجربوا المنجنيق لكن بطريقة اكثر بساطة ( الكونكاري ) و اختاروا اضيق منطقة و هي في (اقرزيم 5كلم من توزديت حيث منطقة السلك و الاعمدة ) و بدات المحاولات من يوم الجمعة ...و كانت تنجح يويما لكن تفشل عند ربط الحبل بلعصب ...و لم يبلغ اليأس بهم بل ازداودا تجربة و خبرة و عرفوا ان لابد ان يأخوا الاحتياط .
فنجح تمرير الحبل بالرغم من بعد المسافة من (اقرزيم) الى ( توزديدت ) و رفعوا لواء اليوم نتخلص من المولدات ( les groupes elktogènes ) و فعلا تم لهم ذلك .
و من باب انني عايشت هؤلاء طوال كل المحالات ...اقرر امامكم حقسقة يجب ان يعرفها كل من يقرأ هذا الموضوع وهو ان مازال في الشباب الخير و الارادة على التحدي و التغيير