حماس وفتح تتفقان على وقف الحملات الدعائية والاعتقالات السياسية.. لتهيئة أجواء الحوار
الأحمد يطلع أبو مازن على نتائج محادثاته بالقاهرة.. والزهار يعود إليها حاملا موقف حركته بشأن التهدئة
غزة: صالح النعامي القاهرة: صلاح جمعة دمشق: سعد جروس
ذكر مصدر فلسطيني مطلع لـ «الشرق الأوسط» أن اللقاء الذي جمع أول من أمس الأربعاء ممثلين عن حركتي فتح وحماس، أسفر عن اتفاق مبدئي بوقف الحرب الإعلامية بين الجانبين. وأكد المصدر أن اللقاء الذي ضم رئيس كتلة حركة فتح النيابية عزام الأحمد، والناطق بلسان الحركة أحمد عبد الرحمن، وجمال أبو هاشم وأيمن طه، القياديان في حركة حماس، تم في أجواء «إيجابية ومريحة»، واتفق في ختامها على مواصلة عقد مثل هذه اللقاءات.
وأشار المصدر أن هناك إجماعا بين الجانبين على أن البيئة السياسية الجديدة في إسرائيل بعد الانتخابات، والواقع في قطاع غزة بعد الحرب، يحتم على الجانبين القيام بخطوات أكثر جدية نحو دفع الشروع في حوار وطني، وصولا إلى إنهاء حالة الانقسام الحاصل حاليا.
وأكد المصدر أن وفد وحماس طرح خلال اللقاء ملف الاعتقال السياسي في الضفة الغربية، وسياسة قطع الرواتب عن الموظفين الذين التزموا بمواصلة العمل في مؤسسات السلطة في القطاع، في حين طرحت فتح الاعتداءات التي قالت إنها طالت نشطاءها على أيدي مسلحين في أثناء وبعد الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأكد المصدر أن حماس أكدت لوسطاء من شخصيات سياسية من فلسطينيي 48 أن رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية كان يعني ما قال عن استعداده للتخلي عن منصبه في سبيل التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام.
وعاد وفد فتح إلى رام الله لإطلاع الرئيس محمود عباس أبو مازن على ما تم التوصل إليه، بينما قال مسؤول في حماس لـ«الشرق الأوسط» إن وفد الحركة الذي وصل إلى القاهرة قبل يومين قادما من غزة، ويضم جمال أبو هاشم وأيمن طه، جاء بمهمة اللقاء مع ممثلي فتح لتذليل العقبات أمام الحوار المقرر عقده بالقاهرة في 22 فبراير (شباط) الجاري. وحسب المصدر، اتفق إلى جانب ما تقدم استمرار هذه اللقاءات لتهيئة الأجواء للحوار الوطني، موضحا أن الجانبين أكدا على أهمية اللقاءات الثنائية كأساس للتفاهم بينهما، مع الإشارة إلى أن هذا لا يتعارض مع اللقاءات التي ستدعو إليها مصر.
وعلى صعيد التهدئة وصل أمس إلى القاهرة وفد حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، وأعضائه محمود الزهار وصلاح البردويل وطاهر النونو وعماد العلمي ومحمد نصر، لتسليم القيادة المصرية رد الحركة على مقترحات التهدئة، وكذلك المصالحة الوطنية الفلسطينية.
وبعد اجتماع عقده وفد حماس المحاور برئاسة محمود الزهار مع قادة الفصائل المشاركة في القاهرة في دمشق صباح أمس، عقد لقاء مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وبحث معه نتائج المداولات والحوارات الجارية في القاهرة بشأن التهدئة وفتح المعابر وفك الحصار. وجاء هذان الاجتماعان بعد مشاورات للوفد استمرت عدة أيام مع قيادة الحركة في دمشق، على رأسها خالد مشعل.
وفي تصريحات للصحافيين بعد اجتماعه مع الشرع قال الزهار إن المهمة التي يقوم بها «تنحصر في نقاط محددة»، الأولى: «كيفية تثبيت التهدئة بالشروط التي تحقق للشعب الفلسطيني حصادا طيبا لهذه المعركة، بمعنى رفع الحصار ووقف كل أشكال العدوان وإعادة إعمار كل ما دمره الاحتلال»، أما النقطة الثانية فتتعلق بـ«برنامج المصالحة الفلسطينية». وأعلن الزهار قرار قيادات حماس في الداخل والخارج ورغبتهم الصادقة في أن يكون هناك «حوار فلسطيني ليس على أسس تخاذل أو تعاون مع العدو أو تنازل أو تفريط في حق المقاومة، وما ضخ في الأرض الفلسطينية من دماء». أما النقطة الثالثة فهي مسألة المعابر، وتحديدا معبر رفح. وتوقع الزهار أن تكون هذه النقاط محور الاهتمام في الأسابيع المقبلة، وسيتم الإعلان عن أية نتائج بهذا الخصوص.
وعما إذا كانت هذه الجولة من المحادثات في مصر ستكون الحاسمة قال الزهار: «لا توجد جولة حاسمة، بل قضية حاسمة»، وهناك قضايا لا يجب أن تبقى في «المرحلة الرمادية»، ومنها قضية التهدئة.
وكشف عن وجود معطيات لديه عن موقف موحد للفصائل المقاومة من موضوع التهدئة، لافتا إلى أنه - وقبل زيارته لمكتب نائب الرئيس السوري - اجتمع مع فصائل المقاومة واستعرض والوفد المرافق آخر المستجدات على أرض الميدان، وموقف حركته من التهدئة، وكذلك الترتيب للقاء آخر في نهاية الشهر بناء على دعوة مصرية لاستئناف موضوع الحوار الفلسطيني.
