بينما راح يقص عليها نتفا من الاحداث الساخنة, دخل أحمد يحمل محفظة و يجر تعبه على اسمنت البيت فقطع وثيرة
الحديث الجاري في المطبخ لما ذهب يقبل رأ س ابيه ويدي جدته. هذه الاخيرة جعلته بين ذراعيها برهة من الزمن
تتشممه وتروي غليل عطفها بالتحديق اليه ثم جاء دور أبيه فأخد ينهل عليه بالاسئلة عما حفظه في المدرسة.و حضر
الطعام فجلس الثلاثة في الرواق يتوسطهم الصبي الذي راح يتهجى ما حفظه وهو يتلقى اللقمة من يدي جدته أو
يمسح أبوه ما سال من لعابه على ثوبه. كان يتلو بلكنة ساذجة بريئة و يقطع التلاوة كلما نسي فينظر الى السقف فاغرا
فاه محاولا استعادة ما حفظه.......مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم
مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا...
رن الجوال في جيب وليد رنينا مهتزا فساد في المكان صمت قصير ثم فجأة دوى فيه انفجارا عنيفا فأنقطعت
الافواه عن مضغ الطعام و أنقطع رنين الجوال و أنقطع الصبي عن التلاوة و سيطر سكون رهيب و خمد كل شئ
الا دخان في المكان صاعد و طقطقة الاثاث و هو يتحطم و الموقد الغازي العتيق لم يبق له أثر.في حين سمع أزيز
طائرة يتخافت شيئا فشيئا الى بعيد.
تابع