يتواصل ارتفاع سعر البطاطا مع العد العكسي لحول شهر رمضان، في حين ترمى عشرات القناطير المدعمة بالمال العام في المزابل بعد تعفنها، كون مخازن التبريد استولى عليها بارونات بازار الكيوي والموز والعنب والتفاح المستوردة من الخارج.
اضطر يوم أمس أحد المنتجين الفلاحيين بمزرعة ''الكوس'' في بلدية الشط إلى رمي 1200 قنطار من البطاطا بعد تعرضها للتعفن، وحسب المعني، فإن كل مخازن التبريد بولاية الطارف وجوارها بعنابة رفضت استقبال منتوجه وتخزينه بحجة أنها محجوزة على مدار السنة لتخزين وحفظ الفواكه المستوردة من الخارج.
ويضيف الفلاح المتضرر، لفتيت صالح، أنه أكثر من ذلك عرض على أصحاب التخزين والتبريد بيعها لهم بأقل الأسعار تجنبا للخسارة ودعما لسوق البطاطا.
وفي غياب أي حل ظل منتوجه مخزنا في أحد الأقبية لمستودع قديم لمدة تجاوزت الشهرين، وقيّم خسائره بـ300 مليون سنتيم، مضيفا بأن منتوجه حظي بقبول دعم الدولة بالنسبة لتكاليف تخزينه وحفظه لمدة 3 أشهر، أي ما قيمته 54 مليون سنتيم، غير أن أصحاب مراكز التبريد رفضوا إبرام اتفاقية التخزين والحفظ التي تسلم نسخة منها من المصالح الفلاحية.
وكان المعني، حسبه، قد اتصل بكل الجهات المعنية بالإنتاج الفلاحي لمساعدته في التخزين والتبريد دون جدوى، خاصة وأنه يعتبر من كبار الفلاحين النشطاء بالمنطقة باعتباره، حسب شهادة المسؤولين المحليين، يداوم على المواسم الفلاحية طوال 12 شهرا ويشغل 50 عاملا دائما، و100 عامل موسمي، حسب مواسم الإنتاج الفلاحي، إذ يستغل ذات الفلاح 120 هكتار كانت ولمدة 25 سنة بورا وغير مستغلة من طرف المستفيدين منها من المستثمرات الفلاحية الجماعية. وقبل شهر كان أحد كبار الفلاحين المنتجين المدعو الطاهر ززار بمنطقة الذرعان، قد عرف نفس المشكلة واضطر هو الآخر إلى رمي 500 قنطار من البطاطا بعد تعفنها في مخازن غير مهيأة وعدم استقبال منتوجه في مراكز التخزين والتبريد.
وفي هذا السياق يشتكي الفلاحون المنتجون ونقاباتهم المهنية من مراكز التخزين والتبريد التي لم تعد في خدمة الإنتاج الفلاحي، وأصبحت في خدمة بارونات بازار سوق الفواكه المستوردة من الخارج.
وقد أكد المدير الولائي للمصالح الفلاحية بأن عمليات التخزين والتبريد هي علاقة مهنية بين الطرفين بموجب اتفاقية ثنائية، وأن مصالحه تتسلم نسخة من الاتفاقية لاستغلالها في الدعم الفلاحي. ومن جهتهم، فإن أصحاب مخازن التبريد يبررون ضعف طاقة تخزين منتوج البطاطا بحكم التزاماتهم باتفاقيات تخزين وحفظ الفواكه.
