توقّعات بانخفاض المنتوج في عدد من الولايات
آلاف من أشجار الزيتون احترقت وخسائر الفلاحين لا تعوّض
يتوقّع منتجو الزيتون عبر عدة ولايات أن ينخفض المنتوج هذا العام، بسبب سلسلة الحرائق التي طالت آلاف الأشجار، ناهيك عن الأمطار غير الموسمية التي تساقطت خلال شهري ماي وجوان والرياح الجنوبية الساخنة التي اجتاحت البلاد أيضا خلال مرحلة نمو الثمار.
دقّت بعض المصالح الفلاحية ناقوس الخطر حول احتمال تعرض موسم جني الزيتون هذا العام إلى هزة، كما أبدت تخوفها من تدهور مستقبل هذه الثروة الاقتصادية في غضون السنوات القليلة المقبلة.
بجاية مهدّدة بتضييع ثروتها من الزيتون في غضون 3 سنوات
تنذر الخسائر التي تكبدتها ولاية بجاية في أشجار الزيتون جراء الحرائق التي اجتاحت آخر الأسبوع الماضي كلا من بلديات بني معوش، صدوق، توجة، بني جليل، تازمالت، إغيل علي وأكفادو بموسم جني كارثي بعدما قدر عددها بالآلاف لدرجة تأكيد رئيس الغرفة الفلاحية في أول تقييمه للخسائر أن الولاية ستفقد 50 ألف هكتار المشكلة لثروتها في آجال 3 سنوات في حالة استمرار الوضع على حاله.
ففي بلدية بني معوش لوحدها التهمت النيران أزيد من 900 هكتار بين الغابات والمساحات الزراعية قدرت مصالح الحماية المدنية لولاية بجاية الخسائر التي تكبدتها في الأشجار المثمرة 5 آلاف وحدة ثلثاها من أشجار الزيتون، فيما أكد السيد خوفاش نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبني معوش أن مساحة أشجار الزيتون التي تعرضت إلى الإتلاف فاقت 120 هكتار.
كما فقد الفلاحون في بلديات صدوق، توجة، بني جليل، إغيل علي، أكفادو، تازمالت الآلاف من أشجار الزيتون التي تحول جلها إلى رماد، دفعت العديد منهم في مختلف المناطق إلى العزوف في الاستمرار في نشاطهم، بينما وجد آخرون أنفسهم يكافحون دون مقابل، في وقت تهدد فيه ثروة الزيتون في بجاية بالضياع في حالة عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الحفاظ عليها.
كما أصبح الفلاحون لا يؤمّنون أشجارهم لفقدانهم الثقة في صناديق التأمين التي لم تعوضهم، مما جعل أثارها مترتبة إلى غاية يومنا هذا، حسب السيد إسكونن رئيس الغرفة الفلاحية، هذا علاوة على الحرائق التي اجتاحت أهم البلديات المنتجة في السنوات التي تعاقبتها بعدما أتت طيلة الأعوام الماضية على مساحات تتراوح ما بين 400 و600 هكتار سنويا من أشجار الزيتون.
الحرائق تتلف 1200 هكتار في ظرف ثلاث سنوات بالطارف
سجلت في ولاية الطارف تقارير تقييم الإنتاج الفلاحي تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة لمردود محصول الزيتون على مساحة 2400 هكتار منها 1400 هكتار منتجة بمعدل 12 قنطارا في الهكتار، مع محدودية برامج الغرس التي توقفت عند 400 هكتار خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وفي سياق متصل أبرزت ذات التقارير فشل برامج زبر واستصلاح واستغلال الزيتون البري ''الزبوش'' الذي تتجاوز مساحته 10 آلاف هكتار، استصلحت منها أزيد من 74 هكتار ضمن البرامج الريفية الجوارية الموزعة على سكان المنطقة.
كما تشير تقارير المصالح الفلاحية إلى أن سكان الأرياف والمناطق النائية الجبلية يرفضون الاستفادة من عمليات غرس الزيتون أو زبر الزيتون البري الذي تعرضت مساحات شاسعة منه بما يعادل 1200 هكتار إلى التلف بسبب الحرائق.
وقد مست الخسائر أيضا 250 هكتار من أشجار الزيتون المنتجة، فيما تعرّضت 85 هكتارا من أشجار الزيتون المنتج إلى عمليات القطع واستخدمت كأعلاف للماشية، فضلا عن تحويل عدد كبير من الأشجار إلى فحم.
وأمام قلة وحدات التحويل وانعدامها في مناطق الشريط الحدودي، فإن بعض سكان المنطقة يقومون بتحويل زهاء 800 قنطار من محصول الزيتون سنويا إلى المعاصر التونسية المجاورة، حيث تعتبر زراعة الزيتون بمحيطات استصلاح الأراضي عن طريق الامتياز الفلاحي من أكبر الخسائر من الأمور التي تؤدي إلى هدر الملايير من العملة الصعبة نظرا لرداءة نوعية الشجيرات المستوردة من الخارج؛ حيث تبين أن 60 بالمائة من الـ 780 هكتار. وأمام هذه العوامل مجتمعة، فإن المصالح الفلاحية تتخوف من تدهور مستقبل هذه الثروة الاقتصادية.
توقعات بانخفاض المنتوج في البويرة
أما في البويرة، فيتوقع انخفاض محسوس في معدل الإنتاج الذي لن يتعدى 13 لترا في الهكتار الواحد، حسب تقديراتهم. ويعود سبب ذلك إلى الأضرار التي ألحقتها الأمطار التي تساقطت خلال شهري ماي وجوان، وصادفت مرحلة نمو أزهار الزيتون فتساقطت، وحالت دون نمو الثمار وحتى تلك التي قاومت، تأثرت فيما بعد بالرياح الجنوبية الساخنة التي هبت على المنطقة قبل اكتمال نضج حبات الزيتون، وهو ما قد يرشح ارتفاع أسعار مادة الزيت التي تباع حاليا بـ 350 دينار للّتر الواحد، علما أن الزيوت التي تنتج في الولاية تكتسي شهرة عالمية.
تلف 04 هكتارات من أشجار الزيتون في المدية
تسببت الحرائق التي شهدتها ولاية المدية منذ بداية الصائفة في إلحاق خسائر معتبرة بالقطاع الفلاحي والغابي. وشكلت الخسائر التي مست القطاع الزراعي 81 هكتارا موزعة بين الأشجار المثمرة والمحاصيل الفلاحية الأخرى. هذه الأخيرة التي أدخلت فلاحي المناطق المتضررة في مخاوف من تدهور نسب المحاصيل خاصة أشجار الزيتون المتمركزة بالجهة الشرقية من الولاية والتي أتلفت الحرائق منها قرابة 4 هكتارات شكلت سنين من الجهد والرعاية المبذولة من قبل فلاحي المناطق المذكورة، خاصة منطقتي تابلاط والميهوب الشهيرتين بتكسب فلاحيها من الزيتون ومشتقاته.
الرياح الساخنة والأمطار قد تكرر سيناريو العام الماضي في تيزي وزو
تبقى ولاية تيزي وزو تشكل الاستثناء في كل هذا؛ حيث يتوقّع مسؤولو مصلحة الإنتاج والدعم التقني التابعة لمديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو ارتفاع إنتاج الزيتون هذا الموسم الذي قد يصل إلى 30 قنطارا في الهكتار، بل وتذهب ذات المصادر إلى كون الإنتاج سيكون هذا العام وفيرا في حال ما إذا كان الطقس ملائما، ولم يسجل هبوب رياح قوية قد تتسبب عادة في سقوط الزيتون كما تشير ذات المصادر إلى أن ولاية تيزي وزو تعد أكثر من ثلاث ملايين شجرة منها مليونا شجرة مثمرة.
لكن رغم كل هذا يبدي الفلاحون تخوفات من هبوب رياح ''السيريكو'' وتهاطل الأمطار كما حدث في الموسم الماضي، والذي سبب لهم خسارة كبيرة؛ حيث قل الإنتاج إلى 5, 9 قنطار للهكتار الواحد. مما نجم عنه ارتفاع سعر لتر الزيتون الذي بلغ حدود 500 دينار.
