نصبت مجموعة إرهابية ليلة الأربعاء إلى الخميس كمينا لأفراد الجيش الوطني الشعبي بمنطقة نافلة بحيدوسة، ولاية باتنة، أدت إلى مقتل خمسة
عسكريين أغلبهم مظليون وأحدهم برتبة ملازم أول. كما لقي اثنان من الحرس البلدي مصرعهما في نفس الكمين، إضافة إلى 14 جريحا.
حسب المعلومات الأولية المستقاة من شهود عيان، فإن جماعة إرهابية تتكون من 30 إلى 40 عنصرا كانت ترتدي الزي العسكري الرسمي،
قد أقامت حاجزا مزيفا بسفوح الجبال الوعرة الرابطة بين قرية نافلة ببلدية حيدوسة وقرية الشعبية التي تبعد عن عاصمة الولاية باتنة بـ20
كلم. ولقد قام أفراد الجماعة الإرهابية بسلب أموال المواطنين وهواتفهم النقالة، وجمعوهم وألقوا عليهم خطبة وسلموهم أقراصا مضغوطة تشيد
فيها هذه الجماعة بالأعمال الانتقامية التي تقوم بها جماعة القاعدة بالجزائر، وبأنها موجهة ضد رموز أمن الدولة.
وخلال الحاجز المزيف تحركت قافلة للجيش الوطني الشعبي قادمة من بني فضالة باتجاه جبال نافلة في زي مدني على متن سيارة مدنية وشاحنة
لنقل العمال. وعند وصول القافلة إلى الحاجز المزيف، اعتقد العسكريون في البداية بأنهم أمام حاجز تابع للجيش، وبمجرد أن تبين لهم أنهم أمام
حاجز مزيف، بدأت عملية تبادل إطلاق النار، أدت إلى مقتل سبعة من أفراد الجيش وأعوان الحرس البلدي، في حين أصيب عدد من الإرهابيين
بإصابات قاتلة وقد تم سحبهم من طرف زملائهم.
ومن جهة أخرى تمكنت وحدات الجيش الوطني الشعبي، مساء أول أمس، من القضاء على ثلاثة إرهابيين في كمين نصبته لهم في
منطقة ''السبت'' ببلدية بوكرام وسط غابة الزبربر الكثيفة. وذلك بعد مضي يوم واحد عن إسقاطها إرهابيا في نفس الناحية.
كانت وحدات الجيش قد باشرت منذ يوم الثلاثاء الماضي عملية تمشيط واسعة النّطاق بالغابات الغربية لمنطقة الأخضرية. وجاءت بعد
معلومات استخباراتية تفيد بأن العشرات من عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تسلّلوا مؤخرا من معاقلهم المتواجدة في غابات
تيزي وزو وبومرداس إلى الغابات الغربية لمنطقة الأخضرية الممتدة إلى البليدة والمدية؛ حيث مكنت لحد كتابة هذه السطور من القضاء على
ثلاثة إرهابيين في كمين نصب لهم نهار أول أمس بالمنطقة المسمّاة ''السبت''الواقعة في إقليم بلدية بوكرام الحدودية مع ولاية البليدة، وذلك بعد
ساعات قليلة من تمكّن الجيش من إسقاط الإرهابي ''ب. سعيد'' البالغ من العمر 34 سنة بعدما باغتته إحدى الفرق المشاركة في التمشيط
مساء يوم الأربعاء الماضي، وهو يحاول الاتصال بزوجته في منطقة المخشن الواقعة في نفس الناحية. وبمجرد أن انتبه للأمر اشتبك مع أفراد الجيش
الذين ردوا بقوة دون أن يكتشفوا أمر ابنه الذي كان في المكان وقتل خطأ خلال الاشتباك، كما أصيبت والدته بجروح خطيرة.