تحولت المنافسة بين كبريات الشركات العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات ، إلي سباق محموم الكل يهرول فيه نحو تقديم أفضل وأمتع الخدمات للعملاء وتحقيق مكاسب مالية ضخمة في الوقت ذاته، خاصة في ظل ما حالة الانتفاضة التكنولوجية التي نعيشها هذه الأيام. حيث أعلنت مؤخراً شركة ميكروسوفت العملاقة عن إطلاقها لمتصفح انترنت جديد يسمح للمستخدمين الدخول عبر الشبكة العنكبوتية دون أن يتركون أثراً ورائهم عن نوعية المواقع التي قاموا بزيارتها.
وأهم ما يميز هذا المتصفح الجديد الذي يطلق عليه اسم " نمط الدعارة " أنه يخفي تواريخ تصفح المواقع المختلفة التي سبق لأحد الأشخاص دخولها، أمام الأشخاص الذين يستخدمون نفس جهاز الكمبيوتر.
ومن المنتظر أن يوجه هذا النظام التقني الجديد ضربة موجعة للمنافس العملاق "غوغل " الذي يعتمد علي بشكل أساسي علي تواريخ تصفح المستخدمين من أجل لتسليم ونشر الخطط الدعائية المستهدفة. وقد تسببت شركات مثل غوغل في إثارة حالة من الضجيج بشأن الطريقة التي يجمعون بها معلومات عن عادات دخول الأشخاص علي شبكة الإنترنت ثم استخدام المعلومات لتحديد أي الإعلانات التي يمكنهم أن يعرضوها.
وتجني غوغل الآن نسبة 10 % من ربحها من عروض الإعلانات، لكنها تأمل في زيادة تلك النسبة في المستقبل القريب. ويغطي البرنامج أيضاً باقي الآثار التي من بينها كوكيز وملفات الانترنت المؤقتة وملفات البيانات الصغيرة التي تضع المواقع الإلكترونية علي أجهزة الزائرين لتقفي أثر نشاطاتهم.
وبرغم أن كلا من مستكشف الانترنت 7 ، متصفح مايكروسوفت الحالي، وفايرفوكس 3 ، أحدث إصدارات متصفح المودزيلا يسمحان للمستخدمين لحجب الكوكيز إلا أنها لا تلغي المجموعة بأكملها. وهناك ميزة أخري يطلق عليها ، الحجب الداخلي الخاص ، يمكنها وقف بعض أنواع الإعلانات التي يتم مشاهدتها، وهو ما سيمثل ضربة موجعة للشركات الصغيرة التي تعتمد علي هذا النوع من الإعلان لكسب الأموال.
من جانبه قال مايك زانيس ، نائب رئيس السياسة العامة لمكتب الدعاية علي الانترنت الذي يمثل الناشرون علي الشبكة العنكبوتية :" لا تعتبر ميزة " الحجب الداخلي الخاص " مصممة لوقف الإعلانات، لكن الناشرون لا زالوا شغوفين ومهتمين بالأمر ".
اشرف ابو جلالة من جريدة ايلاف
