قامت قوات أمن السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية الخميس 4-6-2009 م باغتيال ثلاثة من المقاومين المطلوبين لسلطات الاحتلال الصهيوني ينتمون لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ووفقا لموقع المركز الفلسطيني للإعلام فإن قوات الأمن حاصرت المقاومين داخل أحد المنازل في قلقيلية، وشددت عليهم الخناق وأطلقت النار عليهم بكثافة؛ مما أدى إلى استشهادهم.
ووفقا للموقع ذاته فإن الشهداء الثلاثاء هم: محمد عطية، وعلاء دياب، وإياد الأبتلي.
كانت أجهزة الامن قد حاصرت بأكثر من 70 "جيب" عسكرية وأكثر من 1000 عنصر من عناصرها منزل عبد الفتاح شريم في حي شريم في قلقيلية بعد أن تحصَّن فيه المقاومون الثلاثة؛ حيث بادرت تلك الأجهزة بإطلاق النار بشكلٍ مكثفٍ على المنزل والمناداة على المقاومين بتسليم أنفسهم، إلا أنهم لم يرضخوا لهذه النداءات.
وقامت الأجهزة باستدعاء أهالي المحاصَرين لإقناعهم بتسليم أنفسهم، إلا أن ذلك قوبل بالرفض.
وكانت "كتائب القسام" قد حذرت من أن أية محاولة لاختطاف عناصرها في الضفة الغربية ستقابل بالرصاص، كما دعت عناصرها إلى عدم تسليم أنفسهم إلى أجهزة عباس، محملة مدير الأمن الوقائي في قلقيلية حسام الشيخ حامد المسؤولية الكاملة عن حياة مجاهديها.
وكانت الأجهزة الأمنية قد صعَّدت من ملاحقتها لعناصر المقاومة حيث اغتالت قبل أيام محمد السمان ومحمد ياسين و عبد الناصر الباشا –القياديين في القسام -بعد أن لاحقتهم وأعدمتهم بدمٍ باردٍ بعد أن حاصرتهم وشددت عليهم الخناق في منزل في قلقيلية.
من جهتها "حماس" عند الله عز وجل شهداءها وقالت الحركة في بيانٍ لها "إن هذه الجريمة التي ارتكبتها الأجهزة العميلة إرضاءً لأسيادها من الصهاينة جزءٌ من مخططٍ لتصفية قوى المقاومة في الضفة الغربية؛ الأمر الذي يستدعي من الفصائل الفلسطينية أن يكون لها موقفها من هذا الانحدار الوطني والانحطاط الأخلاقي الخطير الذي وصلت إليه طغمة الظلم المجرمة".
وشددت الحركة على أن دماء الشهداء الأبرار لن تذهب هدرًا، ولن تنجح هذه الجرائم في القضاء على "حماس" أو استئصال شأفتها، وسيذهب قاتلو الشهداء إلى مزابل التاريخ.
من جهتها أكدت حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين أن الجريمة التي اقترفتها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية استمرارٌ لسياسات تنتهجها السلطة منذ زمن بعيد، لافتة إلى أن هذه السياسة تطال كافة المقاومين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال داوود شهاب القيادي في الحركة إن سلطة رام الله تواصل استهداف المقاومة مقابل سراب الوعود الأمريكية، تمامًا كما حدث بعد منتصف التسعينيات، مشددًا على أن هذه السياسات تخدم الاحتلال وتؤسس لصدام وانقسام مستديمَين.
وشدد على أن "الجريمة في قلقيلية اليوم دليلٌ على خطورة العقيدة التي بنيت عليها أجهزة أمن السلطة، والتي تتناقض مع المصلحة الوطنية والقومية"، مؤكدًا استمرار التعديات والقمع بهذا الشكل السافر بحق أبناء الشعب الفلسطيني ومقاومته؛ الأمر الذي يستدعي وقفة وطنية وجهدًا مسؤولاً لحماية الإجماع الوطني، وتحصين وحدته التي تذبح اليوم بسكين التنسيق الأمني قربانًا للتغيير المزعوم الذي يحمله أوباما.
ولفت إلى أن الحملة لا تقتصر على حركة "حماس"، مشيرًا إلى أن هناك حملة ضد عناصر "الجهاد الإسلامي"، وأوضح أنه "جرى في بلدة عتيل اختطاف أسير محرر بعد خمس دقائق من وصوله إلى منزل ذويه، وقد أمضى 23 شهرًا في سجون العدو، وفي بيت فجار اختطف ستة من عناصر الحركة، ووُجِّهت استدعاءات إلى عشرات الإخوة في بيت لحم وقراها، والحبل على الجرار".
اسلام تايم