عميور محمد المشرف المميز
المشاركات : 195 تاريخ الميلاد : 15/11/1984 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: من حكايا الاصمعى السبت 27 سبتمبر 2008, 16:01 | |
| في يوم من الأيام يروى الأصمعي قصة عن نفسة ويقول: قصدت في بعض الأيام رجلا كنت أغشاه لكرمه فوجدت .على بابه بواباً فمنعني من الدخول إليه، ثم قال : والله يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمنع مثلك الدخول إليه إلا رقه حاله وقصور يده، فكتبت رقعة أقول فيها
إذا كان الكريم له حجاب *** فما فضل الكريم على اللئيم
ثم قلت له : أوصل رقعتي هذه إليه ففعل، فعادت الرقعة وقد وقّع على ظهرها
إذا كان الكريم قليل مال *** تستر بالحجاب عن الغريم
وأرسل مع الرقعة صرة فيها خمسمائة دينار، فقلت والله لأتحفن أمير المؤمنين بهذا الخبر، (فما مرَّ بي مثله) فجئت إليه، فلما رآني قال لي : من أين يا أصمعي ؟ قلت من عند رجل أكرم الأحياء حاشا أمير المؤمنين. قال : ومن هو ؟ قلت : رجل قراني علمه وماله، ثم دفعت إليه الرقعة والصرة (وأعدت عليه الخبر فلما رأى الصرة لبد وجهه) فقال : هذا ختم بيت مالي، ولا بد لي من الرجل الذي دفعها إليك، فقلت والله يا أمير المؤمنين إني لأستحيي أن أُروّعه برسلك، فقال لبعض خواصه : امض مع الأصمعي فإذا أراك الرجل فقل له : أجب أمير المؤمنين من غير إزعاج ولا إظهار شدة، قال : فلما حضر الرجل بين يدي أمير المؤمنين قال : أما أنت بالأمس الذي وقفت بموكبنا وشكوت إلينا رقة حالك وأن الزمان قد أناخ عليك بكلكله ؟ فدفعنا إليك هذه الصرة لتصلح بها حالك، فقصدك الأصمعي ببيت شعر واحد فدفعتها إليه، فقال : والله ما كذبت فيما شكوته لأمير المؤمنين من رقة الحال، وصعوبة الزمان، لكني استحييت من الله أن أعيد قاصدي إلا كما أعادني أمير المؤمنين، فقال أمير المؤمنين : لله أنت فما ولدت العرب أكرم منك، ثم أمر له بألف دينار، قال الأصمعي : فقلت ألحقني يا أمير المؤمنين فتبسم، وأمر أن تكمل لي ألف دينار وأعاد الرجل من جملة ندمائه | |
|