رغم الإنذار المبكر لمصالح الأرصاد الجوية
سبعة قتلى وجرحى وعائلات منكوبة بعين الدفلى والجلفة وبشار
خلف فيضان وادي قرقور بعين الدفلى الذي ضرب، ليلة الأربعاء إلى
الخميس، حي بوجمعي ببلدية عين التركي، 5 قتلى و6 جرحى وتشريد
10 عائلات، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة.
حسب أسر الضحايا الذين تحدثوا لـ''الخبر'' بمواقع الكارثة وأثناء
مراسم دفن القتلى بمقبرتي سيدي سليمان وسيدي بوزار، فإن هول
النكبة التي تسببت فيها الأمطار الطوفانية التي جرفت الأتربة
والصخور العملاقة من أعلى جبل مرتفعات زكار، في ظرف 30 دقيقة
من التساقط، كانت كافية لإحداث دمار مذهل.
وقضت العائلات المنكوبة ليلة سوداء، قلل من روعها تدخل فرق
الإنقاذ التي تم تسخيرها من طرف المصالح الولائية والبلديات المجاورة
.
وتمكنت عناصر الحماية المدنية والدرك الذين فاق عددهم منذ الوهلة
الأولى أزيد من 200 عون، مع التحاق سكان الأحياء المجاورة، من
إجلاء عائلات كانت غارقة تحت الأنقاض وهول الصدمة، فيما تم انتشال
5 ضحايا.
وحسب شهود عيان، فإن الفيضانات أحدثت أصواتا تشبه الانفجار،
على حد قول أحد شيوخ المنطقة.
واستنجدت السلطات الولائية، التي قضت الليلة بعين المكان،
بالمؤسسات العمومية والمديريات والشركة الصينية، حيث تم تسخير 11
جرافة و15 شاحنة لإزالة الأوحال والصخور العملاقة وفتح المسالك
بشوارع مركز البلدية التي غرقت بنسبة 85 بالمائة، حسب معاينتنا
لحجم الكارثة.
وفي الجلفة خلفت التقلبات الجوية الأخيرة هلاك شخصين وإصابة ثلاثة
آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
ففي بلدية دار الشيوخ أدت مياه الأمطار الطوفانية التي اجتاحت
المنطقة وارتفاع منسوب مياه وادي الجدي المار بمحاذاة المدينة، إلى
وفاة تلميذ في المرحلة الثانوية يبلغ من العمر 18 سنة جرفته
المياه. وبالطريق المؤدي إلى بلدية الدويس وقع، أول أمس، حادث
مرور أليم بمنطقة بن حامد، أودى بحياة شخص وإصابة آخر كان أيضا
على متن شاحنة انحرفت عن الطريق بسبب صعوبة الرؤية واستمرار
تساقط الأمطار.
وفي بشار تسببت الأمطار الطوفانية التي اجتاحت الجنوب الغربي
للبلاد، نهاية الأسبوع، في تشريد أكثـر من 90 عائلة في كل من مدينتي
بشار والعبادلة، وتسجيل خسائر مادية معتبرة أدت إلى عزل بشار
والعبادلة عن العالم.
وكانت مصالح ولاية بشار قد أعلنت الاستنفار، يوم الأربعاء، وطلبت
من مجموع الهياكل الإدارية المحلية والمواطنين أن يتخذوا احتياطاتهم
تحسبا لتهاطل أمطار طوفانية نهاية الأسبوع، وهو ما حدث فعلا، حيث
بدأت الأمطار تتهاطل بغزارة صباح الخميس، مسببة فيضان العديد
من الأودية ومنها وادي بشار الذي يعبر عاصمة الولاية، حيث لم
تتوقف الأمطار لتغرق مدينة بشار وسط المياه، وتتعطل الشبكة
الكهربائية والهاتفية، وتجندت وحدات الإنقاذ والإغاثة بما فيها
تلك التابعة للجيش الوطني الشعبي.
وغمرت المياه مجموع أحياء مدينة بشار، التي تحولت شوارعها إلى مجار
للمياه، بفعل كونها مبنية في منطقة منخفضة، مما جعل المياه تتجمع
فيها. ومما عقد الأمور أكثـر، انسداد قنوات الصرف بفعل الحجم
الهائل للمياه، وتم تسجيل حوالي 80 عائلة منكوبة تم إسكانها مؤقتا
في مركز ثقافي.
وتعتبر السكنات المتاخمة لوادي بشار أكثـر المناطق تضررا في
المدينة. حيث خرج الوادي عن مجراه وتسرب إلى الشوارع والأزقة
القريبة منه. وشهدت المدينة انقطاع الكهرباء لمدة دامت أكثـر من
ست ساعات، مما ضاعف من مخاوف السكان. ويمكن القول إن مدينة بشار
عاشت يومين وهي محاصرة بالمياه. من جهتها عاشت مدينة العبادلة
الواقعة جنوبي عاصمة الولاية نفس الوضعية، حيث مازالت محاصرة
بالمياه، كون وادي قير يعبرها ويصب في سد جرف التربة. ولم يتم
تسجيل خسائر بشرية في العبادلة، إلا أن ثلاث قرى كانت محاصرة
بالمياه إلى غاية نهار أمس في بلدية عرق فراج. وذكر قائد مركز
تدريب المشاة أن تعليمات وصلته من قيادة الناحية العسكرية
السادسة بإجلاء العائلات المنكوبة في المنطقة. حيث تم ترحيل 20
عائلة إلى مناطق آمنة. كما تم تزويد عائلات من البدو الرحل بـ10
خيم وكمية من المؤونة تكفي لاستهلاك أسبوع.
وتوقفت حركة المرور على الطريق الوطني رقم 6 المؤدي إلى ولاية
النعامة شمالا وتندوف جنوبا، تفاديا لحوادث محتملة، نظرا لفيضان
العديد من الأودية، منها وادي بشار، الصفاية، الحملية الدورة
ووادي قير، التي تعبر العديد من روافدها الطريق الوطني رقم .6
بشار: ع. موساوي (elkhabar (11.10.2008
