الهيب هوب.. الميلاد والانتشار
الهيب هوب نمط موسيقي غنائي يعتمد أداء الكلمات دون الالتزام بلحن معين أو إيقاع منضبط. تعود أصوله إلى
بزوغ فن "الراب" في كينغستون بجاميكا نهاية الستينيات كنوع متفرع عن الدانسهول (dancehall).
وقد انتشر في صفوف الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية بداية السبعينيات، خصوصا في نيويورك، ليأخذ
بعدا عالميا منذ التسعينيات.
تتمحور مواضيع هذا النوع حول تعبيرات احتجاجية ضد الحالات المعيشية اليومية تصاغ في
جمل سريعة يصعب معها على المستمع أحيانا تفكيك المعنى. ويعد "الراب" الجانب الغنائي من
فن الهيب هوب الشامل الذي يعتمد أيضا ما يسمى الـ"أم. سي" (Master Ceremony)
أو "قائد الاحتفال"، وهو عادة الشخص الذي يتواصل مع الجمهور خلال الحفل الموسيقي مقدما العازفين
وممازحا ومنشطا الحضور.
وقوبل الهيب هوب، الذي تبلور كصوت احتجاجي لغيتوهات الأميركيين السود في نيويورك، بتجاهل
من جانب تيارات المجتمع الأميركي، لكنه ما لبث أن حفر مكانته بحلول الثمانينيات مدشنا طموحا
آخر يحاذي العالمية.
فقد فاضت الموجة الجديدة عن حدود الولايات المتحدة لتغزو شبيبة العالم أجمع، وخصوصا الشباب الأوروبي
. وتلقفت ألمانيا هذه الظاهرة مبادرة إلى تنظيم بطولة عالمية سنوية في مدينة بريمن.
الاكتساح عربيا.. طرقات على جدار المحافظة
بينما ظلت دول شمال أفريقيا المنطقة الأكثر احتضانا وتجاوبا مع التيارات الموسيقية الغربية بحكم اتصالها الجغرافي
وشبكة مبادلاتها الثقافية لما بعد الاستعمار مع أوروبا، وكذا بفعل اتساع قاعدتها الشبابية وتوسع مجالها المديني
حيث ضمور سلطة الجماعة المحدودة واتساع مجال الخيارات الفردية، فإن جديد صيحة الهيب هوب اقتحامها
جغرافيات جديدة في العالم العربي عاندت طويلا رياح الغرب، ما أصبح معه من الممكن الحديث عن مخاض
لتبلور لغة موسيقية جديدة بين الأجيال العربية من المغرب العربي إلى مصر وبلدان الشام وحتى العربية السعودية واليمن.
في الجزائر،
ولدت ظاهرة الهيب هوب في حضن الغضب الشعبي عقب مظاهرات أكتوبر/تشرين الأول 1988 ضد غلاء الأسعار
وتدهور النظام التعليمي. وسطع نجم فرقة "أم. بي. أس" (الميكروفون يكسر الصمت) وغيرها مؤسِسة لونا يراهن على
مزاحمة فن الراي وباقي الألوان التقليدية ذات الحضور الواسع في الشارع الشعبي الجزائري.
ا18/10/ aljazeera 2008