[b]صباح الجمعة...تهمد الاجساد في مراقدها والارواح في
شرانقها رغم دغدغات الطير الرقيقة على الافنان
ورغم نبحات بوكس كلب الفندق التي لم تتوقف مند
انتحبت السماء بعد الفجر... خرجت من مثواي ابغي
السلوى لنفسي من رتابة السبت و اخواته...
سرت على العشب الاخضر الممتد في طريقي فرش ماء
الندى على حدائي المصقول ..لو كان غيره فعلها لعدت
أمسح الحداء من جديد لكنه قطر الندى هدا له سلطان
نافد في نفسي...فانا لم اكف- مند اخريات عزوبيتي
-على ملء الكرسات تلو الكرسات بالمداد في التغني به
وفي وصف جماله...فانا لم امسحه ابدا من قلبي مند
عرفته فكيف امسحه الان وقد ارتمى طائعا فوق حدائي...
جلست عند مقهى وجائني النادل يبتسم مشرقا في وجهي
-لا يبتسم اهل المدينة بدون ثمن- شربت قهوتي وانا انظر
الى سماء بومردا س الغائمة دائما... لست ادري لما لا
تبتسم هي الاخرى...قيل انها ابتسمت مرة دات يوم من
ماي 2003 فابكت المئات من العائلات..لهدا يخشى الناس
في بومردا س بسمات السماء ...و دعوت الله ان تظل هكدا
حزينة متجهمة... غادرت المقهى الى مقهى أخر... حياتنا
لا تطيب الا ادا امضينها في المقاهي..فعصرنا عصر سرعة
والسرعة لاتتم الا في المقاهي... في المقهى الثاني الدي
دخلته, كنت احب جدا الاطالة فيه لكن الوقت يجد المتعة
في معاكستي وخاصة ادا عرف اني ساعرج على
siratigli.yoo7.com فيمر مر البرق فتجدني في نهاية
كل مرة, دون ان اكو
ن قد بلغت بغيتي, اخرج نقودي
ادفعها مرغما للنادل الالكتروني الدي لا يبتسم ايدا
- مثل سماء بومردا س تماما- ...في هدا الصباح, على عكس
كل الجمع السابقة, رأيتني اخرج باكرا من مقهى النت
هدا دون ان تعاكسني الدقائق و الساعات فيه كعادتها...
الطاولة التي اعتدت الجلوس اليها وجدتها فارغة...و المنتدى
الدي اعتاد مجالستي اليها غائب.بل هو موجود كالغائب...
بالاحرى بارد لا حرارة تسري في اوصاله... جالس الى كرسي
بجواري ينظر الي باهت اللون ,زائغ النظرات...بدى لي كأني
لا اعرفه...اين فيه ضحكات فردوس وخلود البريئة؟ اين منه
احاديث الصحاب ومحاوراتهم الساخنة الجميلة؟اين كل داك من
هدا البرودة القاتلة؟ ..غادرت المقهى عائدا الى الفندق
ابتهل الى الله ان تعود البه الحرارة فيعود اليه بها الانس و
الصحبة...
***********************
فقلت لقلبي استشعر الأنس وابتهج .....فإن تبعد الأجسام
لم تبعد القلوب..... وسر في ضمان الله حيث توجهت ركابك لا تخش
الحوادث أن تنوب....
17.10.2008 hadj