ارسلت زوجتي والأولاد الى ديرتي اذ اضطررت للمكوث بمقر عملي
أثناء العيد. عدت الى البيت بعد صلاة العيد .. بدت دنياي
خالية بدون أسرتي .. المنزل الواسع أصبح ضيقا فالعيش بعيدا
عن العائلة لا يطاق. دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة.. لم يرق لي ما
بها اذ لاشئ فيها. فتحت أحد دواليب المطبخ فوجدت علبة بسكوت..
منتهية الصلاحية .. لا يهم فالعمر واحد ولن يغير القدر قطعة
بسكوت. جلست على كرسي طاولة الطعام وأثناء تناولي للبسكوت
انكسرت منه قطعة وتناثرت على بلاط المطبخ.
فجأة زحف الى القطعة شئ بني.. لما دققت النظر وجدت صرصارا
يحاول أن يتلهم الفتات. لم أحرك ساكنا لئلا افزع الصرصار..
وأخذت أحدق فيه.
يا ترى أيها الصرصار العزيز.. هل لديك أولاد؟ إذا لماذا لم
تحمل ثروتك الغذائية لتشاركهم فيها؟ هل ستعاني يا عزيزي مثل
الآخرين من طلبات مدارس الأبناء؟ لا أظن ذلك فالتعليم ووسائله
مجانا لديكم وليس كحال البسطاء منا.
هل لديك مدخرات؟ الا تكن عزيزي الصرصار مهتما بالسوق المالي
وما يحصل فيه من عبث بمقدرات خلق الله؟
ماذا عن مسكنك عزيزي ؟ لا أظنك احتجت لخدمات الصندوق العقاري
النصف مئوية. هل تعاني من الديون؟ متى اضطررت وسكبت ماء
وجهك العزيز لإيجاد كفيل لشراء سيارة ؟ او كعادة الشباب
الاستدانة من أجل الزواج وتكوين أسرة بينما الحلول اقرب من
أرنبة أنوفهم.
ماذا يا عزيزي الصرصار عن الإرهاب؟ هل طالتك عزيزي آثار
الإرهاب من قريب او من بعيد؟ حتما أنت لا علاقة لك بالمجموعات
الإرهابية لكن قد يتم إيقافك في احد المطارات وتتعرض للتحقيق
الدقيق حيث تتمنى انك لم تغادر وطنك مطلقا.
عزيزي .. انا أحسدك..فمع تراكم المشاكل التى ذكرتها لك.. انت
لا تهتز لك شعرة.. لذا فقد تكون أنت المواطن الصالح او الفرد
المثالي. أتعرف ما تعمل حكومات الدول العربية والإسلامية
للمواطن المثالي؟ هي تكسر ظهره بالضرائب والرسوم، وأنت كفرد
منا ومحسوب علينا حتما ينالك ما ينال المواطن الصالح.
وهنا رفعت ساقي وهويت برجلي على الشئ البني وسمعت تكسر أضلاعه
واجنحته وظهره .
وكل عام وانتم بخير .
وسلامتكم.
ملون المعاني-الساخر -