أن تخرج من وسط الجراح النازفة قناة إعلامية
إسلامية هادفة كقناة
الأقصى فهذه دلالة علي وجود النخب بل نخبة النخب في فلسطين.
منذ اللحظة الأولي لبث قناة الأقصى الفضائية ، بدأت سهام الخيانة
والانهزامية تقذف نحوها من كل حدب وصوب ،تعرضت لأكثر من مرة لوقف
بثها بدعاوي قضائية ضدها لإحراجها ،حيث نهجها الإسلامي وتبنيها
خيار المقاومة المرفوض من قبل الحكومات العربية والمنظمات الدولية
،استمرت الحملات الإعلامية ضدها من قبل دعاة التمدن والديمقراطية
الزائفة لوقف بث القناة وحجب هذا الفكر بمثابة صواريخ من النوع
الثقيل .
ظلت تلك القناة في طليعة القنوات الفضائية الفلسطينية وتوجهت
أنظار كل فلسطين نحوها ولم تفتق تلك الضربات ظهرها ، نظرا
للشفافية والموضوعية والمصداقية والإعلام الموجه والهادف التي لم
تشهدها الأراضي الفلسطينية من قبل .
واليوم قناة الأقصى هدف أصيل ضمن الأهداف التي استهدفتها القوات
الإسرائيلية برغم من قصف مقرها المتواضع إلا أنها قررت عدم التوقف
تحت شعار ((وان قصفنا لن نركع )) فلم تلبث القناة بعد القصف
وانقطاع البث أن نفضت غبار الأنقاض الذي لم يحول بينها وبين
المشاهد الذي يتلهف لمتابعتها .
فعادت والحماسة تعلو هامتها للاستمرار لكشف جرائم الاحتلال ضد
شعبنا من أماكن مجهولة مستخدمة بيوت المتطوعين الذين حولوا بيوتهم
لأماكن للبث ،إلي جانب سيارات البث المتنقلة .
متأسياً بقناة (المنار) أبان حرب تموز 2006 من فضح الاحتلال وبث
روح الثبات والأمل واليقين في قلوب المقاومين وجمهور الشعب الفلسطيني
وطمئنه الشعب من خلال التواصل والأخبار التي ترفع من المعنويات في
ظل الحرب الإعلامية التي تشنها قوات البغي ضد أبناء شعبنا من
اختراق للإذاعات ونشر بيانات علي لسان جيش الدفاع لإرهاب المواطنين
بإخلاء بيوتهم .
لن يفلح المحتل البربري في إخراس هذا الصوت لأنه صوت شعبنا الأبي
ولن يحجب الحقيقة من كشف عمليات قتل المدنين واستهدافهم واستهداف
المساجد التي لم توجه نحوهم صاروخا وقتل الأطفال الأبرياء الذين لم
يكن لهم دخلا في هذه الحرب .
نقول للمحتل انه كما هناك رجال يحملون السلاح جندوا أرواحهم
لطرد الباغي فهناك جنود يحملون الكاميرات ليفضحوا جرائم المحتل
وينقلوا معاناة شعبنا وصموده وقضيته العادلة في الدفاع عن نفسه
لكل العالم .
في حين غابت عن الساحة القنوات التي تنقل معاناة شعبنا الفلسطيني
المجروح واكتفت بعرض المشاهد الهابطة وما يأخذ المشاهد إلي الانحطاطية
والدونية وتبرير ما يحدث للشعب الفلسطيني بلوى عنق المشاهد إلي ما
يغيب عقله ويأخذه إلي صفوف المتواطئين المتخاذلين عن نصره القضية .
أشدد أخيرا علي أن وجود قناة الأقصى في أرضنا الفلسطينية هو
بمثابة مفخرة للجميع حيث نهجها المخالف لتلك القنوات التثبيطية
التي تبث الخوف والرعب والخنوع في نفوس الناس تلك القنوات الرخوة
الفكر والتي تكيل المقاومة سيل نقدها وتتجاهل جهود المقاومة في
ردع المحتل في حين شعبنا يضرب بجميع أنواع الصواريخ والحرب الإعلامية
والنفسية .
أحمد محمود عدوان