صعب المراس.. قوي الشكيمة.. ينتقل متخفيا بين المجاهدين في نقاط
رباطهم على حدود قطاع غزة يتفقدهم ويبث في نفوسهم قوة
الصمود.. يشرف بشكل مباشر على تدريبات فرق الاستشهاديين التابعين
لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إنه "أحمد الجعبري" الذي ينظر إليه في الشارع الفلسطيني على
أنه "رئيس أركان" كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس،
في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما
مخلفة وراءها أكثر من 1300 شهيد ونحو 5400 جريح.
ورغم ضعف بصره الذي أصيب به جراء الاعتقال في السجون الإسرائيلية
فإن ذلك لم يمنعه من استخدام أساليب ووسائل متعددة في التخفي عن
أنظار الطائرات، ويعرف عنه حذره الشديد أثناء تنقلاته، وقليل
ما يستخدم أجهزة الاتصالات ليبقى "الشبح" الذي يطارد الاحتلال
الإسرائيلي، ويبحث عنه الاحتلال بلا جدوى.
وخلال فترة الحرب التي استمرت 22 يوما سلطت الدعاية الإسرائيلية
الضوء عليه وأسمته "رئيس هيئة أركان كتائب القسام"، و"الرجل
القوي الذي يمسك قواعد اللعبة"، وعرفته كتائب القسام في إحدى
نشراتها بنائب القائد العام لكتائب القسام.
وينسب إليه الإعلام الإسرائيلي التخطيط لمعظم العمليات التي تنفذها
كتائب القسام وأشهرها عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت
في منتصف يونيو 2006، ويؤكد أنه كان المطلوب الأول لدى جيش
الاحتلال خلال العدوان.
وتتهمه من جهتها حركة فتح بأنه "القائد الفعلي" لأحداث منتصف
يوليو 2007 التي سيطرت فيها حركة حماس على قطاع غزة وطردت خلالها
أجهزة الأمن التابعة للرئيس محمود عباس.