حي تل الهوا الواقع جنوب غرب غزة والمكتظ بالأبراج السكنية التي
يقطنها آلاف المدنيين الآمنين كان هدفا مستساغا لقذائف الدبابات،
ومسرحاً لجرائم ارتكبها الجنود الإسرائيليون بحق الأحياء الذين نجوا
من قذائف الدبابات ونيران الأسلحة الرشاشة.
1)ففي أحد المباني السكنية بالحي حوّل الإسرائيليون الأيام الأخيرة
من الاجتياح البري شقة المواطن جهاد كشكو
(45 عاماً) إلى ثكنة
عسكرية تحصنوا فيها، وبدؤوا يسومون ساكنيها الذين نجوا من الموت
سوء العذاب.
ويروي كشكو الذي نجا من نيران الاحتلال، تفاصيل أيام رعب وخوف
قضاها هو وعائلته تحت فوهات بنادق الجنود المصوبة على رؤوسهم "مع
اقتراب الجيش الإسرائيلي من تل الهوا المكتظ أمطر الجنود الحي المكتظ
بقذائف الدبابات، مما أرعب الأطفال الذين لم نتمكن من تهدئة روعهم
من شدة القصف وتوالي سقوط القذائف من كل حدب وصوب".
"حينها لم يبق أمامنا سوى الاحتماء أنا وأسرتي وعدد من إخوتي
بأحد غرف المنزل، ولكن ذلك الحال لم يدم كثيراً، وإذا بقذائف
الدبابات ترتطم بالبناية وتتسبب في هزها هزاً عنيفاً، وما إن هدأ
القصف حتى اقتحم الجنود وسط إطلاق نار كثيف الشقة وأصابوا كل
شيء.
وتابع كشكو "عند وصول الجنود الغرفة التي كنا
نتحصن فيها عمدوا
إلى عزلي أنا وإخوتي الثلاثة بعد تقييدنا وتعريتنا كما ولدتنا
أمنا بغرفة مجاورة بينما كان صراخ زوجتي وأطفالي يتعالى من شدة
إطلاق النار".
ويشعر المواطن المنكوب أن الله كتب له حياة من جديد بعد أن أفلت
هو وإخوته من الإعدام المحتم أكثر من مرة، موضحاً أنه وحسب معرفته
باللغة العبرية كان يسمع حديث الجنود وهم يتآمرون على قتلهم
قبل قدوم قائدهم.