محمد دياب إبراهيم المصري القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين
القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس, و اسم الشهرة
محمد الضيف هو الآن المطلوب الأول لإسرائيل المعلومات عنه قليلة
نظراً لأن القليل فقط من يعرف شخصيته الحقيقية -من المقربين إليه-
وحسب ما ورد في حوار معه على قناة الجزيرة فهو متزوج رغم أنه
يعيش حياة غير مستقرة نظرا لمنصبه القيادي في إحدى أكبر حركات
التحرر العسكرية.
دوره العسكري
هو القائد العام لكتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس يتنقل بين
قطاع غزة والضفة الغربية للإشراف على تطوير مختلف أجهزة الجناح
المسلح.
محمد الضيف" اسم له وقع خاص في الشارع الفلسطيني، فما أن يسمع
هذا الاسم حتى تتزاحم في الذاكرة صور للعمليات الاستشهادية
القسّامية، و"حروب الأنفاق" التي أبدعها مجاهدو القسّام، ومشاهد
الاقتحام لمستوطنات ومواقع الاحتلال.. القذائف
الصاروخية "القسّام"، "الياسين"، "البتار" التي ابتكرتها عقول
القسّاميين.. "محمد الضيف"، القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين
القسام، الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".. شخصية لا
يعلمها إلا عدد محدود جداً من المقربين منه، اقترن اسمه بجملة من
الصفات كالـ "الحذر"، "الذكاء"، "الحيطة"، "الدهاء"، والتي ترسّخت
في ذاكرة الشعب الفلسطيني، من خلال قدرته على قلب المعادلة
الصهيونية، ففي حين تعتبره قوات الاحتلال "المطارد رقم1"، أصبحت
قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان مستوطنيها، مطاردةً في كل بقعة أرض
فلسطينية.. وأصبح محمد ضيف"، المُطارِدْ رقم 1 للاحتلال".. وها هو
الاحتلال يهرب من القطاع.. ويبقى "محمد الضيف" وإخوانه وأبناء
شعبه.. منذ ما قبل "انتفاضة الأقصى"، جنّدت قوات الاحتلال كافة
إمكانياتها من أجل اغتيال "محمد الضيف"، كما فعلت مع العشرات من
مجاهدي "حماس"، غير أن "الضيف" بقي عصياً على الانكسار.. كالشبح لا
يعرف مكانه، بينما ترى أفعاله..، وبررت المخابرات الصهيونية
فشلها إلى شخصية الضيف الذي قالت إنه يتمتع بقدرة بقاء غير
عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد في الابتعاد عن الأنظار،
إلى جانب ما يتحلى به من صفات قيادية (حضور وسحر شخصي) مؤثرة
يستطيع من خلالها انتقاء رجاله بدقة وبطريقة يصعب اختراقها.
البدايات..
انخرط "محمد الضيف" في صفوف "حماس"، وكان أحد رجالاتها في
كل ميدان وساحة، واعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة
الأولى التي تعرّضت لها حركة حماس، والتي اعتقل فيها الشيخ أحمد
ياسين، وقضى 16 شهرا في سجون الاحتلال موقوفا دون محاكمة بتهمة
العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه الشيخ الشهيد صلاح شحادة
(اسمه وقتها المجاهدون الفلسطينيون).
وبرز دور "محمد الضيف" كقيادي بارز في كتائب القسّام بعد استشهاد
القائد الشهيد عماد عقل عام 1993، وكان له دوره وثقله في قيادة
قطاع واسع من جناح حماس العسكري جنبا إلى جنب مع مؤسس أول جناح
عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية، وقد سلطت جريمة اغتيال الشيخ
صلاح شحادة قائد القسام في شهر حزيران/يوليو 2002 الأضواء مجدداً
على هذا القائد القسّامي والذي أقرت المخابرات الصهيونية بصعوبة
تصفيته، فقد نجح غير مرة في الإفلات من المخططات والمحاولات المتعددة
لاغتياله. ومن الجدير ذكره أن "محمد الضيف" هو أحد مؤسسي كتائب
القسام في الضفة الغربية التي انتقل إليها مع عدد من قادة
القسام في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن.
محاولات اغتيال فاشلة واستنادا إلى القصاصات والأخبار التي تنشرها
صحف عن المجاهد "محمد الضيف" فإن له -عند المخابرات الصهيونية-
ملفا مكونا من آلاف الأوراق يتضمن كل صغيرة وكبيرة حول شكله وملامحه
وصفاته، والأماكن المتوقعة لوجوده.. ونفذت قوات الاحتلال العديد
من المحاولات لاغتيال القائد القسّامي إلا أن محاولاتها كانت تبوء
بالفشل.. يقول "محمد الضيف" في مقابلة أجراها معه موقع "كتائب
القسّام"، وتم نشره في أوائل شهر أيلول/ سبتمبر 2005، حول محاولات
الاغتيال الصهيونية التي تعرّض لها: " المحاولات التي نعلمها نحن ( لأنه
قد يكون هناك محاولات لا نعلمها) خمس محاولات، المحاولة المعروفة هي
التي أصبت فيها، وهناك محاولة أخرى حيث تم ملاحقة سيارتنا من
طائرة الأباتشي ونزلنا من السيارة ولم يصب أحد منا، المحاولة
الثالثة كانت بتنسيق ضابط مخابرات مع رجل مشبوه بحيث يحاول قتلنا
والهروب، وكانت العملية معقدة ومركبة ولها تفصيلات أخرى كبيرة ،
وفشلت بحمد الله تعالى .. المحاولة الرابع ة، حددوا المكان الذي كنت
فيه في برج وقالوا إنه لو لم يكن هناك سكن لتم قصف البرج ".
وبعد خروجه من السجن، كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام بدأت
تظهر كتشكيل عسكري لحركة حماس، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة
العاملين فيها جنبا إلى جنب مع الشهيد ياسر النمروطي وإبراهيم
وادي وغيرهم من الرعيل الأول من قادة القسام الذين قضوا شهداء
أو ما زالوا ينتظرون في معتقلات الاحتلال أو في الشتات.
وحول المحاولة العسكرية الأولى لكتائب القسام لمواجهة الاحتلال
الصهيوني،
يقول محمد الضيف: " كانت هناك عملية بمثابة الانطلاقة للعمل
العسكري كانت في 1/1/1992م ضد حاخام كفار داروم اسمه أعتقد كان
(درانشيشتان) وتم إطلاق النار عليه من أخوة أوائل من مسدس 7
الذي كانوا يمتلكونه و لم يكن عندهم غيره ".
التصنيع العسكري القسّامي
ومنذ انطلاقتها، وضعت كتائب القسّام
قضية التصنيع العسكري نصب عينيها، إدراكاً منها لأهمية التصنيع
المحلي للعتاد والذخيرة، لذلك شهد العتاد العسكري لكتائب القسّام،
تطوراً نوعياً متسارعاً، وعن عمليات تصنيع الأسلحة القسّامية يقول
الضيف: " هذا الموضوع طويل ولكن نستطيع أن نختصره في نقاط محددة:
أولاً.. تطوير السلاح هو الأمر المركزي في تقدم عمل الكتائب و
التطوير.
- أول بداية في عمل سلاح كانت في أواخر عام 1991، كان هناك عمل
مسدس من نوع (ستار) محلي ، لكن لم تكن المحاولة ناجحة .
- ثم تبعها في بداية 1992 عمل ( عوزي) لكن لم يكتمل العمل به وتم
كشفه لدى السلطة و السيطرة عليه مع أنه في النهاية بدأ يثمر
وينجح .
- في عام 1994 بعد قدوم (أبو بلال الغول) من الخارج كان عنده خبرة
استثمرناها بشكل كبير.
- و في بداية 1995 ، قدم يحيى عياش فكونّا طاقم ثلاثي ( يحيى الغول
و يحيى عياش وأنا ) و بعض الأخوة الآخرين..
- كان أول عمل التفكير في قضية المتفجرات فركزنا اهتمامنا في
كيفية تكوين الصاعق، وكان موجود لدينا مادة TNT من بقايا
المصريين و آثار الحرب السابقة، ولكن لا يوجد فكرة الصاعق والمادة
المحيطة به وبدأنا العمل على هذا الأساس.. وبدأنا نبحث كيميائياً
وميكانيكياً على تكوين هذه المادة و بالفعل نجحنا بعد 4 أشهر في
تكوين الصاعق رغم أنه أمر بسيط في الظاهر.
- بعد تجهيز الصاعق بدأ ترتيب العمل .. الأخ يحيى كان يشتغل في
مادة بيروكسيد الأسيتون ، لكن كنا نحاول تطوير الأمر بشكل أفضل و
لو جزئياً و كان الترتيب بعد عمل الصاعق أن نصنع القنبلة وفعلاً
بدأت تجارب متتالية و بعد ستة أشهر تقريباً تم عمل أول قنبلة
كانت على شكل قنبلة F1 الروسية مصبوبة صب ، لكن عملناها بشكل
آخر بحيث يكون رأسها مشابه للقنبلة (الإسرائيلية) و الجسم مشابه
لجسم القنبلة (الروسية) .
- تم التطوير و التغيير في القنبلة حتى أصبحت في النهاية قنبلة
جيدة جداً بفضل الله تعالى ،هذه كانت بداية العمل على مستوى تصنيع
القنابل و بعد ذلك تم ترتيب وتطوير عمل صاروخ البتار و قاذف
الياسين و صاروخ القسام والتي تعرفونها جيداً .
- وطبعاً هناك دوائر تعمل في التصنيع ، هناك دائرة تصنيع صاروخ
القسام ، وهناك دائرة الياسين ، وهناك دائرة العبوات
والقنابل ... إلى غير ذلك ، لكن أنا تكلمت عن البدايات في تصنيع
الصواعق لأن الصاعق هو أساس التفجير ولا يمكن العمل بدونه " .