عملية التفاوض بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني التي استؤنفت في لقاء انابوليس وصلت الى نهايتها منذ زمن دون أن يعلن أي من الجانبين عن فشلها، ولكل طرف أسبابه الخاصة، لكن، الحقيقة لا يستطيع كلاهما انكارها او التغطية عليها.
فهي فشلت فشلا ذريعا، واستمرارها مسرحية مقيتة تريد تل أبيب أن تتستر تحت مشاهدها وفصولها ومحطاتها وتنقلات ابطالها وجني اثمان ومكاسب شخصية من ورائها يدفعها لها الجانب الآخر.
هذه المفاوضات غير المحددة بسقف زمني تدفعنا الى التيه والضياع والمجهول وتزيد حدة الانقسام بين ابناء الشعب الواحد وتفتح الطريق لتسلل الاحباط الى صفوفه، وتمنح الفرص والأرضية المناسبة لمواصلة فرض الأمر الواقع على أرض تسرق اجزاء منها وتتغير معالمها في كل لحظة.
المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية تحولت الى ضرب من ضروب العبثية وضياع الوقت وغطاء لمخططات اسرائيلية خطيرة تهدد الأرض والشعب وتفقده القدرة على البحث عن خيارات مدعومة جماهيريا لمواجهة هذا الغول الاستيطاني المستمر في قضم الأرض واستيطانها ، تساعده في ذلك الانقسام المخجل في الساحة الفلسطينية.
لا نعتقد أن ما تقوم به القيادة الاسرائيلية من جرائم نهب واعتقال واستيطان وحصار، وما تعانيه من مشاكل سياسية وصراعات حزبية ، في مرحلة انتقالية يعيشها راعي العملية السياسية، تعطي التحق والاطمئنان للقيادة الفلسطينية بمواصلة المفاوضات واللقاءات في هذه العاصمة أو تلك... والى ما لا نهاية، فهذا الانخراط غير المدروس وغير المحدد مدة ليس في صالح الشعب وقضيته.
هناك دواعي وأسباب عديدة وحجج كثيرة تسمح وتفرض على السلطة الفلسطينية الانسحاب من هذه المفاوضات غير المجدية ، والانتقال فورا الى اعادة اللحمة في الشارع الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية في ساحة تعاني من القهر والتمزق والانقسام، وعدم الالتفات الى آراء ومواقف شعبها. وأن تتوقف عن اللهاث وراء السراب، فالمرحلة خطيرة ومفصلية، وتستدعي من جانب السلطة الفلسطينية قرارات تتناسب وهذه المرحلة، للخروج من التيه والضياع والمجهول الذي نسير نحوه.
ويبقى السؤال المطروح، وبالحاح:
ألم يحن الوقت لوقف المفاوضات والاعلان عن فشلها، والانسحاب منها..
نعم، حان الوقت لمصارحة الشعب، وادراك عمق وعيه!!
بقلم: اسماعيل عجوة