عبد المولى وسام التميز
المهمة الكشفية : كشاف متقدم المشاركات : 526 تاريخ الميلاد : 21/01/1995 تاريخ التسجيل : 15/04/2009
| موضوع: ما الذي فعلته لي أمك غير عيد ألام السبت 06 يونيو 2009, 15:33 | |
| الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،</SPAN>
ما الذي فعلته لي أمك غير عيد ألام وهل هي تحتاج عيد ألام </SPAN></SPAN>فقد</SPAN>
ففي هذا اليوم توزع القبل والهدايا على ألام </SPAN></SPAN>
وتزار(ألام في دور العجزة)أي دور الضرط والحرمان)</SPAN>
لقد مر عيد ألام فماد فعلت لي أمك ألان وغدا</SPAN>
ارجع إلى أمك قبل فوات الوقت فهي أمك رمز الحنان </SPAN>
حرام عليك أن تجعل حب أمك في يوم واحد </SPAN>.
فهل الأمة كانت في حاجة إلى هذا اليوم؟</SPAN> </SPAN></SPAN>!
- لم تكن الأمة في حاجة إلى هذا اليوم؛ فعرفانًا بجميل الوالدين ووفاءً بحقهما أوصى الله ببرهما، والإحسان إليهما، قال -تعالى</SPAN> </SPAN></SPAN>-: {</SPAN> وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ الأحقاف:15</SPAN> </SPAN></SPAN>].
- وجعل حقهما -بعد حقه- من آكد الحقوق؛ قال -تعالى</SPAN> </SPAN></SPAN>-: {</SPAN> وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ الإسراء:23</SPAN> </SPAN></SPAN>].
- وجعل شكرهما متصلا بشكره</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ لقمان:14]، وأمر بحسن صحبتهما حتى لو كانا كافرين، قال تعالى</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> وَإِنْ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ لقمان:15</SPAN> </SPAN></SPAN>].
- وجعل برهما من أحب الأعمال إليه، فعن عبد الله بن مسعود -ضي الله عنه</SPAN> </SPAN></SPAN>- قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَيُّ الأَعْمَالِ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قُلْتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> متفق عليه</SPAN> </SPAN></SPAN>.
- وجعل برهما جهادًا في سبيل الله؛ فعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما</SPAN> </SPAN></SPAN>- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لرجل استأذنه في الجهاد</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> قَالَ: نَعَمْ. قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> متفق عليه، وفي رواية لمسلم قال: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ</SPAN> </SPAN></SPAN>- صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>وَالْجِهَادِ أَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ. قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> قَالَ: نَعَمْ بَلْ كِلاَهُمَا. قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللَّهِ؟</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> قَالَ: نَعَمْ. قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>.
- وقد نهى الله -تعالى- عن عقوقهما والإساءة إليهما؛ قال -تعالى</SPAN> </SPAN></SPAN>-: {</SPAN> إِمَّا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا</SPAN> </SPAN></SPAN>. </SPAN>وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ الإسراء:23-24]. فانظر كيف نهى عن القول القبيح</SPAN> </SPAN></SPAN>: ( {</SPAN> فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> وأمر بالقول الحسن</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> </SPAN></SPAN>، وكيف نهى عن الفعل القبيح</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> وَلا تَنْهَرْهُمَا</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> وأمر بالفعل الحسن</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN>.
- وليس البر في حياتهما وحسب؛ بل يظل البر بعد موتهما، فلو كانت حياة الأبناء كلها برًّا لهما ما وفت بحقهما، قال رجل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه</SPAN> </SPAN></SPAN>-</SPAN>: " إن لي أمًّا بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أديت حقها؟ فقال عمر: لا؛ لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>تصنعه وتتمنى فراقها</SPAN> </SPAN></SPAN>".
قال -تعالى</SPAN> </SPAN></SPAN>-: {</SPAN> وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ الإسراء:24]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> إِذَا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ</SPAN> </SPAN></SPAN>: </SPAN>إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> رواه مسلم، وقال -صلى الله عليه وسلم- لمن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>سأله: هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>مَوْتِهِمَا قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> نَعَمِ الصَّلاَةُ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>عَلَيْهِمَا، وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لاَ تُوصَلُ إِلاَّ بِهِمَا،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> رواه أبو داود، وقد ضعفه بعض أهل العلم إلا أن معناه صحيح</SPAN> </SPAN></SPAN>.
- وجعل عقوقهما من كبائر الذنوب، بل من أكبر الكبائر، فعن أبي بكرة -رضي</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الله عنه- قال: كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ ثَلاَثًا</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ</SPAN> </SPAN></SPAN>... »</SPAN> متفق عليه</SPAN> </SPAN></SPAN>.
- ونهى عن سب الناس بآبائهم وأمهاتهم؛ لما يستجلب ذلك من سب الوالدين، فعن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم</SPAN> </SPAN></SPAN>- قال</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> مِنَ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> متفق عليه</SPAN> </SPAN></SPAN>.
ولأن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الأم قاست آلام الحمل والوضع والرضاع حضَّ الإسلام على برها، وخصها بمزيد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>من البر، وأمر بحسن صحبتها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يَا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> أُمُّكَ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> أُمُّكَ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> أُمُّكَ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN>. قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> ثُمَّ أَبُوكَ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> متفق عليه</SPAN> </SPAN></SPAN>.
وعن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال</SPAN> </SPAN></SPAN>: «</SPAN> إِنَّ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الْبَنَاتِ وَمَنْعًا وَهَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ ثَلاَثًا قِيلَ وَقَالَ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> متفق عليه</SPAN> </SPAN></SPAN>.
لذا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>لم تكن أمتنا بحاجة لابتداع يوم للأم -والعمر كله لا يفي برًّا- والبدع</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ضلالات، وشرها ظاهر، وضررها غالب، ومن أحدث في هذا الدين ما ليس منه فهو</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>رد، وكل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة، ومن استحسن فقد شرَّع، ونازع</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الله في أخص حقوقه، قال</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الإمام مالك -رحمه الله</SPAN> </SPAN></SPAN>-</SPAN>: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة؛ فقد زعم أن محمدًا خان الرسالة؛ لأن الله يقول</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا</SPAN> ، فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا</SPAN> </SPAN></SPAN>".
ولهذا اليوم -لأنه بدعة ضلالة- آثار سيئة: تسبقه، وتلازمه، وتعقبه، نوجزها فيما يلي</SPAN> </SPAN></SPAN>:
1- هذا اليوم بدعة، وما أحيا الناس بدعة إلا وأماتوا مكانها سنة، فيصير البرُّ مقصورًا على هذا اليوم</SPAN> </SPAN></SPAN>.
2- هذا اليوم تـَشـَبُّهٌ بأعداء الله من اليهود والنصارى والمشركين، فقد</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>اتبعت الأمة سنن من كان قبلها، وتشبهت بأمم لا خلاق لها، فدخلت جحر الضب</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>مع أعدائها</SPAN> </SPAN></SPAN>.
3- تسمية هذا اليوم بالعيد يطمس أعياد الأمة المشروعة،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ألا ترى فرح المبتدعين به، وسرورهم بمجيئه، وتنافسهم في إظهار شعائره؟</SPAN> </SPAN></SPAN>! إنه لأشد من فرحهم بالفطر أو الأضحى، إن لم يكن أكثر!! ولا حول ولا قوة</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>إلا بالله</SPAN> </SPAN></SPAN>.
4- هذا اليوم انتقص الأمهات ولم يـُكرمهُنّ، فعذرًا أمَّاهُ! فاليمانيُّ الذي حمل أمّه على ظهره وطاف بها مرتجزًا</SPAN> </SPAN></SPAN>: إنـي لها بـعـيرها المذلل إن أذعــرت ركــابـهـا لـم أذعـر</SPAN> </SPAN>الله ربـي ذو الجـلال الأكـبـر</SPAN> </SPAN>حملتـُها أكثر مما حملت فهل ترى جازيتها يا ابن عمر؟</SPAN>
قيل له: "لا، ولا بزفرة واحدة</SPAN> </SPAN></SPAN>".
5- هذا اليوم يجعل الأب في زاوية النسيان، فالعواطف متجهة للأم دونه، وعليه</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أن يدفع ثمن الهدايا راضيًا؛ وإلا اعتبر لا يحب "ماما"، وإن توجهت العواطف</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>إليه فمجاملة، وإسلامنا العظيم لم يفرق بين الوالدين إلا في زيادة الإحسان</SPAN> </SPAN></SPAN>!
6- هذا اليوم يطعن بخنجر بلا رحمة الصغار -بل الكبار أيضًا- الذين ماتت</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أمهاتهم، أو الذين قدَّر الله أن تتفتح أعينهم على الحياة فلم تكتحل برؤية</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أمهاتهم، وذلك حين يشهد أترابه وهم يحملون الورود والهدايا إلى أمهاتهم،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ويشهد احتفالات الإعلام والمدارس بالأمهات فيروي الذكرى بدموعه، ويزفر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>زفرات الحزن والألم، وهكذا تتجدد آلام الأمة كلما جاء اليوم الموعود</SPAN> </SPAN></SPAN>.
7- هذا اليوم يرهق ميزانية الأسر في وقت يشتكي فيه الناس من ضيق العيش</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>والغلاء؛ إذ لم يقتصر الأمر</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>على هدايا الأم، فلو كانت لهانت! وإنما توسع</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الناس: فهدية لأم الزوجة، ولأم الزوج، ولأم المخطوبة، حتى اتسع الخرق على</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الراقع، وعمَّت البلوى</SPAN> </SPAN></SPAN>.
8- هذا اليوم يترك وراءه ركامًا من</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>المشكلات الاجتماعية، فعلى سبيل المثال: ستغضب الأم -ولها الحق أن تغضب</SPAN> </SPAN></SPAN>- إذا كانت هدية أم الزوجة أقيم وأثمن من هديتها، وستغضب أم الزوجة؛ لأن زوج</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ابنتها لم يهدِ لها، وستغضب أم المخطوبة إذا حملت ابنتها هدية عيد الأم</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الغالية جدًّا لأم خطيبها، ولم يهدِ الخاطب لأم مخطوبته، وهكذا</SPAN> </SPAN></SPAN>...
9- الهدية لا شك أنها تفتح القلوب، وهي عنوان المحبة وسببها، فهل تكون الهدية مع ضعف الإيمان وهوى النفوس سببًا للظلم وعدم العدل؟</SPAN> </SPAN></SPAN>!
فماذا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>لو قـَدَّمت زوجات الأبناء الهدايا فصار الحب على قدر الهدية، فربما</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أُبغِضَت المرأة المطيعة البارة وقرِّبت العاصية العَقـُوقة، وهذا الشأن</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>أيضا في الأبناء -وقانا الله وإياكم الشرور- لهذا وغيره لم تكن أمتنا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>بحاجة إلى ابتداع مثل هذا اليوم، فشرع الله خير كله، ومصلحة كله،</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>والمحدثات مردودة على أصحابها، و</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>«</SPAN> مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ</SPAN> </SPAN></SPAN>»</SPAN> متفق عليه، أما آباؤنا وأمهاتنا فلو حملناهم فوق الرؤوس، ووضعناهم بين الأجفان، ونثرنا فوق رءوسهم البر والإحسان ما وفيناهم حقهم</SPAN> </SPAN></SPAN>.
نسأل</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>الله أن يبارك في أعمارهم، وأن يرضيهم عنا، وأن يرزقنا برهم، ويستجيب فينا</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>دعاءهم، وأن يرحم من مات منهم، وأن يلحقنا بهم كما وعد</SPAN> </SPAN></SPAN>: {</SPAN> وَالَّذِينَ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ</SPAN> </SPAN></SPAN></SPAN>ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ</SPAN> </SPAN></SPAN>}</SPAN> [ الطور:21</SPAN> </SPAN></SPAN>].
</SPAN> | |
|