عبد الهادي بهاب مشرف
المشاركات : 1359 تاريخ الميلاد : 20/01/1977 تاريخ التسجيل : 04/08/2008
| موضوع: اما هم او نحن الخميس 04 سبتمبر 2008, 00:46 | |
| ايهود اولمرت قال في الاسبوع الماضي خلال زيارة لقيادة المنطقة الداخلية ان "الحرب القادمة ستصل الى المدن والمنازل ايضا". "ما سيلقى علينا"، اردف، "سيكون القيام بحسم سريع للمعركة". الا ان هذه الهجمة الحاسمة ستكون كما قال اولمرت متحفظا " ان تحول لبنان الى دولة حزب الله وعندئذ لن تكون امامنا قيوداً في هذا السياق".
في طهران وفي الضاحية الجنوبية في بيروت اغتبطوا بالتأكيد من هذا الالتزام الذي قطعه اولمرت على نفسه، ومن الان سيتصرفون وفقا لما يشتق منه. منع هجمة وقائية مضادة من قبل اسرائيل، والتي يمكنها ان تدمر الصواريخ التي تهدد مدنها وبيوتها ومنشآتها الاستراتيجية (ايهود باراك صرح مؤخرا ان لدى حزب الله اليوم 40 الف صاروخ)، حزب الله (ايران ستراقب) لن يحول لبنان بصورة رسمية الى دولة حزب الله.
بذلك سيتاح المجال لطهران ان تضرب بواسطته، وفي الوقت الذي يخدم اهدافها، الصواريخ على اسرائيل، وعندما تكون الايادي لحزب الله (هذا ما حدث في الماضي وهذا ما سيحدث كاستنتاج من اقوال اولمرت، في المستقبل ايضا) اسرائيل لا تستطيع ان ترد على طهران ولا على بيروت.
نصرالله كعادته يرد على اولمرت بوقاحة وبصورة فورية: "الصهاينة سيفكرون عشرات الاف المرات قبل ان يهاجمونا" محمد رائد القائد في حزب الله اكد علانية ان الصواريخ موجهة من البداية لاستهلاك ايران. "الطلقة الاولى من الكيان الصهيوني باتجاه ايران" ستؤي الى رد لاحد عشره صاروخ من لبنان ويخرج المارد من القمقم.
ليس لدى اسرائيل طموح بأن تصبح دولة عظمى، وهي ايضا لا تكافح من اجل مصالح اقتصادية. ولكن بالتحديد لانها تقاتل فقط من اجل وجودها يتوجب عليها ان تبرهن لكل عدو ولكل حبيب ان حماية ارواح مواطنيها ستتدفعها الى شن عمليات هجومية دون الاكتراث للضغوط والتمديدات.
اسرائيل ملزمة بإبداء الاستقلال حتى نحو الولايات المتحدة. يتوجب الافتراض ان الولايات المتحدة وخصوصا دول الاتحاد الاوروبي ستندد باسرائيل ان هاجمت دولة سيادية في الوقت الذي يكون فيه تنظيم عصابات يتحرك من داخلها وليست دولة هو المهدد بالهجمة الصاروخية. ولكن هذا هو لب القضية: يتوجب على اسرائيل ان تستبق الاحداث وان تحطم هذا التنظيم مرة والى الابد تحديداً لانه تنظيم ارهابي لا يتحمل المسؤولية عن مصير سكان لبنان ولأنه يهدد باطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
يتوجب على اسرائيل في هذه المرة خلافا لحرب لبنان الثانية ان تبكر في اصدار الانذار: اما ان تباد الصواريخ او ان تشن هي هجومها. اسرائيل لن تسمح لايران بمهاجمة تل ابيب وديمونا ولن تحجم عن الرد على من اعطى الاوامر لاطلاق الصواريخ – طهران. اسرائيل ستصرح بانها لن تضبط نفسها كما فعلت في الحرب الاخيرة ولن تمتنع عن الرد بكامل قوتها من خلال الساحة اللبنانية. ذلك لأن حزب الله (تصريح اولمرت بحماقته يوفر له وعداً بأن لا تهاجمه اسرائيل ان ضبط نفسه) هو لبنان ولبنان الذي يخضع له ويسمح له بالتحرك هو حزب الله.
عندما ازمع الاتحاد السوفياتي على نصب الصواريخ في كوبا هدد الرئيس جون كيندي برد امريكي بكامل القوة. العالم كله اصيب بالخوف والجزع والكرملين استسلم للتهديد. الانذار الاسرائيلي يجب ان لا يوجه الى ايران مباشرة: ايضا لأنها قد ترد بصورة غير منطقية. الاتون في الطابور بعدها هم اولئك الذين بادروا للقرار 1701 ولم يفرضوا تطبيقه: الامم المتحدة، الولايات المتحدة، الرباعية الدولية. هم المسؤولون عن ازالة الصواريخ عن لبنان. ان شعروا ان اسرائيل جدية في هذه المرة وانها ستشن هجومها فمن واجبهم ان يجدوا سبيلا لمعالجة تهديد الصواريخ والتعامل معه.
ان كانت اسرائيل عازمة في هذه المرة من المحتمل ان لا تكون هناك حاجة لضربة مضادة استباقية. باراك اوباما قد ادرك: من المحظور ان تشعر اسرائيل كما قال في هذا الاسبوع ان ظهرها للجدار. هكذا هو الحال مع خطر الصواريخ من لبنان ومع الذرة الايرانية. ولكن دفع الاخرين للشعور بالضغط والتحرك والقيام بخطوة محددة يستوجب من اسرائيل ان تقول لهم انهم ان لم يسارعوا الى ذلك – فلن يمنعها اي شيء من النهوض والقيام بخطوة.صحيفة فلسطين | |
|