المتأمل في حال إقلي و التفوق الذي وصلت إليه في المجال العلمي- و بالخصوص في السنوات النهائية( حيث تصدرت إقلي المرتبة الأولى لأكثر من مرة منذ إفتتاح الثانوية أبوابها سنة 2001) وكذا العدد الهائل للطلبة الجامعيين وخريجي المعاهد و الدراسات العليا - يتبادر إلى ذهنه في الوهلة الأولى أن حركة النشاط في إقلي لا تتوقف ولو لحظة سواء كانت هذه النشاطات ثقافية , رياضية أو حتى اجتماعية و لكن الواقع يقول غير ذلك فبالرغم من هذه الطاقة البشرية المؤهلة علمية و تقافيا إلا النشاط لا يقتصر سوى على قلة قلية لا تكاد تظهر إذ ما قارنها بسابقتها ... و المحير في الأمر منظر المقاهى و أرصفة الشوارع وهي تعج بالطلبة و خريجي الجامعات باحثين لا على المعرفة ولا على الفائدة بل على أخبار الخلائق و مضيعة الوقت ... فلا أدري ما فائدة تعليمهم إن لم يكن هناك ما يميزهم عن عامة الناس ؟؟؟و ماذا سيقول هؤلاء عندا وقوفهم امام الله عزوجل و هو يسألهم عن وقتهم فيما أفنوه و عن علمهم ماذا فعلوا به ؟؟ أ تركوه على عتبات المقاهي أم على أرصفة الطرقات ؟؟ .... ولعلك إذا سألت أيا منهم هل تحب وطنك ؟ لأجابك بالطبع .. فتزداد حيرة إلى حيرتك كيف يحب وطنه و هو لا يخطو خطوة واحدة لخدمته بوقته و علمه و جهده !!!
و لكني أعود و أقول هذه سنة الحياة فعمل الخير يحتاج إلى إيمان بفكرة و صبر كبيرين ... حتى أنه يروى عن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عله وسلم أنه قال : "إنما الناس كالإبل المائة. لا تكاد تجد فيها راحلة" متفق عليه. و المقصود أن الناس أعدادهم كثير و لكن لا تكاد تجد منهم صاحب الهدف النبيل ذو الهمة العالية.. و قالها أسلافنا بلغتهم " كمشة نحل خير من شكارة ذبان"