اشد ما يعجبني في الشعر الجاهلي منه ...و الأروع حينما تجد نفسك امام بيت من الشعر ملئ بالغريب من لغة العرب فتقف عاجزا امام العربية الفصحى و كأنما تقرأ كلاما غير عربي .
اعجبني بيتين من الشعر سمعتهما في درس للشيخ عصام البشير و هو يحدثنا عن مقومات الفرد المسلم و في معرض حديثه تكلم عن ضرورة ان يتقن الشاب السملم للعربية و يتحدث بها .... و أورد قصة رائعة : كان الأزرق بن نافع زعيم الأزارقة وهي طائفة من الخوراج يجئ لسيدنا عبد الله ابن عباس رضي الله عنه يجادله ... فيستفسر عن القرآن و معانيه فذات مرة سأله عن قوله تعالى ( إذا دكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون ) فقال ما معنى ( اشمأزت ) قال عبد الله ابن عباس ( نفرت ) فقال ( ماهو دليلك من كلام العرب ) فقال الصحابي الجليل الذي فقه العربية ( الم تسمع قول الشاعر عمروبن كلثوم:
إذا عض الثقات بها اشمأزت ... وولته عشوزنة زبوناً
عشوزنة إذا انقلبت ارنت .... تشج قفا المثقف و الجبينا
و المعنى : العشوزنة هي الناقة ... اشمأزت : نفرت ... الناقة نفرت و دفعت صاحبها حتى لا يحلبها